تفاقم معاناة 200 ألف مدني جراء حصار الهامة بريف دمشق  - It's Over 9000!

تفاقم معاناة 200 ألف مدني جراء حصار الهامة بريف دمشق 

بلدي نيوز – ريف دمشق (مرح الشامي)
تفرض قوات نظام الأسد حصاراً خانقاً على مدن وبلدات ريف دمشق المناهضة لها.
الهامة واحدة من تلك المدن، فمنذ ثمانية أشهر تقبع المدينة تحت حصار خانق، وسط اكتظاظٍ سكاني يقدر بمئتي ألف مدني، من أهالي المدينة ونازحي بلدات غوطتي دمشق إليها.
ليست المرة الأولى التي تتعرض لها مدينة الهامة للحصار، فالمدينة خبرت ظلم الأسد وقساوة عقابه، وماتزال مصرةً على تحقيق هدفها في الحياة الحرة الكريمة بعيداً عن الأسد.
حصار الهامة
شهدت البلدة حصارها الأول في أواخر 2014م، حيث حاصرتها قوات الحرس الجمهوري لأربعة أشهر متتالية. حصارها الثاني -الذي امتد ثلاثة أشهر- بدأ مع بداية العام المنصرم 2015م، لكن أقصى حصار وأطوله هو هذا الحصار الذي يعد ثالث حصار تشهده المدينة، وبدأ منذ 21/7/2015 حتى اليوم.
ويقتسم أهالي الهامة ما تبقى من قوت يومهم، والقليل الذي يستطيعون تهريبه من خارج المدينة مع إخوانهم النازحين.
الحصار أعاد المدينة خمسين سنة للوراء، بحسب ما يقول سكانها، حيث باتت النسوة تخبز الخبز في أفرانٍ تعمل على روث الحيوانات، هذا بالنسبة للعائلات الميسورة.
"أم حمدي" إحدى النسوة القاطنات في الهامة، قالت لبلدي نيوز "حاولنا مرات عدة الخروج من البلدة لكن دون جدوى، عندما نصبح أمام حواجز النظام ننتظر لأكثر من 7 ساعات داخل السيارة ثم نعود للبلدة مثلما أتينا، ناهيك عن المعاملة القاسية والسيئة من العناصر على الحواجز والتهديد بالاعتقال أو القتل".
بدوره، تقول الحاجة "أم عبدو": "صباح كل يوم هناك قصة أليمة في رحلة البحث عن الطعام، نفذت المؤن وقحطت الأرض فما عاد يكفينا ما نزرع، العدد هنا كبير جداً".
عامر بيرقدار ناشط في المركز الإعلامي في مدينة الهامة، قال لبلدي نيوز "يعاني الأهالي الأمرين من نقص المواد الغذائية والتموينية والطبية والمحروقات أيضاً".
وتابع بيرقدار "الأهالي يشترون المواد الغذائية بأسعار غالية جداً، وسط  بطالة غير مسبوقة، توقفت جميع الأعمال داخل البلدة"، مؤكداً أنه لا يوجد أي مدني يواصل عمله عقب الحصار المفروض على البلدة.
الدخول والخروج
بيرقدار أوضح لبلدي نيوز أن نظام الأسد سمح في الآونة الاخيرة لموظفي المؤسسات الحكومية الخروج من الهامة للالتحاق بأعمالهم في العاصمة دمشق، كما سمح أيضاً لطلاب المدارس الذهاب إلى مدارسهم خارج الهامة مشياً على الأقدام.
وأضاف إن دخول وخروج الموظفين وطلاب المدارس لا يعني سماح عناصر الجيش التابعين لقوات الأسد للمدنيين ادخال الطعام أو أي شيء آخر، غير مسموح إدخال أي شيء فهم يخضعون لتفتيش دقيق، ربما ينتهي بالاعتقال أو التهديد به".
العديد من الطلبة امتنعوا عن متابعة دراستهم خارج الهامة، يقول "بيرقدار" وذلك لانعدام السيولة المادية بعد خمس سنوات من الحرب.
أزمة الحصار لم تتوقف عند تهديد حياة المحاصرين، بل أصبحت تهدد خصوصياتهم.
حيث تعمد أغلب العائلات إلى السكن في منزل واحد للتقليل من فواتير الإيجار، فتجد الجد والأولاد و الأحفاد في منزل واحد، ما يضعنا أمام ازمة اجتماعية جديدة.
"بيرقدار" كشف بأن حجم المساعدات التي يقدمها المجلس المحلي للمدنيين قليلة، ولا تكاد تسد رمق العائلات الأكثر تضرراً.
يذكر أن الهامة وقدسيا خاضتا اشتباكات وصفها السكان بالعنيفة في منتصف 2012 واستمرت حتى بداية 2013 قبل أن يوافق الجيش الحر حينها على الهدنة التي طرحها نظام الأسد والتي انتهت بالحصار الخانق على المدينتين.

مقالات ذات صلة

تصريحات مسؤولي النظام المنفصلة عن الواقع

ناشطون في مخيم الركبان يطالبون بفتح طرق للسكان لمواجهة حصار النظام

حملة تفتيش واعتقالات عبر حواجز مؤقتة في بلدة ببيلا

ريف دمشق.. قوات النظام تعتقل مزارعين وتطلق النار عليهم

الأمن العسكري يُطلق النار على مزارعين في ريف دمشق

شركات الأمبيرات تستبدل الفواتير بقصاصات ورقية يغيب عنها سعر الكيلو